____________________
بالتحريك الحادث (1) الحكومة حكومة الحكمين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري. وذلك بعد ما وقف القتال بين علي أمير المؤمنين ومعاوية بن أبي سفيان في حرب صفين سنة سبع وثلاثين من الهجرة فإن جيش معاوية لما رأى أن الدبرة تكون عليه رفعوا المصاحف على الرماح يطلبون رد الحكم إلى كتاب الله وكانت الحرب أكلت من الفريقين، فانخدع القراء وجماعة تتبعوهم من جيش علي وقالوا: دعينا إلى كتاب الله ونحن أحق بالإجابة إليه، فقال لهم أمير المؤمنين إنها كلمة حق يراد بها باطل إنهم ما رفعوها ليرجعوا إلى حكمها إنهم يعرفونها ولا يعملون بها ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة فقد بلغ الحق مقطعه ولم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا، فخالفوا واختلفوا، فوضعت الحرب أوزارها وتكلم الناس في الصلح وتحكيم حكمين يحكمان بما في كتاب الله فاختار معاوية عمرو بن العاص واختار بعض أصحاب أمير المؤمنين أبا موسى الأشعري فلم يرض أمير المؤمنين واختار عبد الله بن عباس فلم يرضوا ثم اختار الأشتر النخعي فلم يطيعوا فوافقهم على أبي موسى مكرها بعد أن أعذر في النصيحة لهم فلم يذعنوا. فقد نخل لهم أي أخلص رأيه في الحكومة أولا وآخرا ثم انتهى أمر التحكيم بانخداع أبي موسى لعمرو بن العاص وخلعه أمير المؤمنين ومعاوية ثم صعود عمرو بعده وإثباته معاوية وخلعه أمير المؤمنين، وأعقب ذلك ضعف أمير المؤمنين وأصحابه (2) هو مولى جذيمة المعروف