أفواههم ضامزة (3). وقلوبهم قرحة. وقد وعظوا حتى ملوا (4) وقهروا حتى ذلوا. وقتلوا حتى قلوا. فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم (5) واتعظوا بمن كان قبلكم.
قبل أن يتعظ بكم من بعدكم. وارفضوها ذميمة فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم (6). (أقول) هذه الخطبة ربما نسبها من لا علم له إلى معاوية وهي من كلام أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا
____________________
غضوا أبصارهم عن مطامع الدنيا خوفا من الآخرة وتذكرهم لمعادهم فهؤلاء لا يعرفون عند العامة وإنما يتعرف أحوالهم أمثالهم فكأنهم في نظر الناس ليسوا بناس (1) الناد الهارب من الجماعة إلى الوحدة، والمقموع المقهور، والمكعوم من كعم البعير شد فاه لئلا يأكل أو يعض وما يشد به. كعام ككتاب. والثكلان الحزين (2) أخمله أسقط ذكره حتى لم يعد له بين الناس نباهة. والتقية اتقاء الظلم بإخفاء الحال والأجاج الملح أي أنهم في الناس كمن وقع في البحر الملح لا يجد ما يطفئ ظمأه ولا ينقع غلته (3) ضامزة ساكنة ضمز يضمز بالزاي المعجمة سكت يسكت، والقرحة بفتح فكسر المجروحة (4) أي أنهم أكثروا من وعظ الناس حتى ملهم الناس وسئموا من كلامهم (5) الحثالة بالضم القشارة وما لا خير فيه، والقرظ ورق السلم أو ثمر السنط يدبغ به والجلم بالتحريك مقراض يجز به الصوف وقراضته ما يسقط منه عند القرض والجز، إنما طالبهم باحتقار الدنيا بعد التقسيم المتقدم لما ثبت من أن الدنيا لم تصف إلا للأشرار، أما المتقون الذين ذكرهم فإنهم لم يصيبوا منها إلا العناء وكل ما كان شأنه أن يأوي إلى الأشرار ويجافي الأخيار فهو أجدر بالاحتقار (6) أي من كان أشد تعلقا بها منكم