وأحصى آثارهم وأعمالهم وعدد أنفاسهم وخائنة أعينهم. وما تخفي صدورهم من الضمير (3). ومستقرهم ومستودعهم من الأرحام والظهور. إلى أن تتناهى بهم الغايات. هو الذي اشتدت نقمته.
على أعدائه في سعة رحمته. واتسعت رحمته لأوليائه في شدة نقمته قاهر من عازه (4) ومدمر من شاقه ومذل من ناواه وغالب من عاداه.
ومن توكل عليه كفاه. ومن سأله أعطاه ومن أقرضه قضاه (5).
ومن شكره جزاه عباد الله زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا. وحاسبوها من قبل أن تحاسبوا. وتنفسوا قبل ضيق الخناق. وانقادوا قبل أنف السياق (6)
____________________
أي بطش وتصرف بقصد وإرادة (1) مبتدع الخلق منشئه من العدم المحض ووارثه الباقي بعده (2) دائبان تثنية دائب وهو المجد المجتهد، وصفهما بذلك لتعاقبهما على حال واحدة لا يفتران ولا يسكنان وذلك كما أراد سبحانه (3) من الضمير بيان لما تخفي الصدور وذلك أخفى من خائنة الأعين وهي ما يسارق من النظر إلى ما لا يحل وتلك أخفى مما قبلها. من الأرحام والظهور أي فيها، أو تكون من للتبعيض أي الجزء الذي كانوا فيه من أرحام الأمهات وظهور الآباء (4) عازه رام مشاركته في شئ من عزته. وشاقه نازعه. وناواه خالفه (5) جعل تقديم العمل الصالح بمنزلة القرض والثواب عليه بمنزلة قضاء الدين إظهارا لتحقق الجزاء على العمل قال تعالى " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " (6) العنف ضد الرفق أي