ظهره ليغسله، ويرقعه ففعل وأخذه ولبسه وخاط له الأسقف قميصا غيره فلم يأخذه، فلما قدم الشام قسم الأرزاق وسمى الشواتي والصوائف، وسد فروج الشام ومسالحها، وأخذ يدورها، واستعمل عبد الله بن قيس على السواحل من كل كورة، واستعمل معاوية، وعزل شرحبيل بن حسنة وقام يعذره في الناس. وقال: إني لم أعزله عن سخطة ولكني أريد رجلا أقوى من رجل.
واستعمل عمرو بن عتبة على الأهراء. وقسم مواريث أهل عمواس فورث بعض الورثة من بعض وأخرجها إلى الأحياء من ورثة كل منهم، وخرج الحارث بن هشام في سبعين من م هل بيته فلم يرجع منهم إلا م ربعة، ورجع عمر إلى المدينة في ذي القعدة.
ولما كان بالشام وحضرت الصلاة قال له الناس: لوم مرت بلالا فأذن. فأمره فأذن فما بقي أحد [كان] أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وبلال يؤذن أ له، إلا وبكى حتى بل لحيته وعمر أشدهم بكاء وبكى من لم يدركه ببكائهم ولذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* * * قال الواقدي: إن الرها؛ وحران، والرقة فتحت هذه السنة على يد عياض بن غنم، وإن عين الوردة، وهي رأس عين فتحت فيها على يد عمير بن سعد، وقر تقدم شرح فتحها.
وفي هذه السنة في ذي الحجة حول عمر المقام إلى موضعه اليوم وكان ملصقا بالبيت. وفيها استقضى عمر شريح بن الحارث الكندي على الكوفة، وعلى البصرة كعب بن سور الأزدي، وكانت الولاة على الأمصار الولاة [الذين كانوا عليها] في السنة قبلها. وحج بالناس عمر بن الخطاب.