شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٣٤
الحيطان، قال: أرأيت هذه القدور؟ قال: هي أعظم من ألا ترى، قال: ما أحسب بكر بن وائل رأى مثلها. قال: أجل، ولا عيلان، ولو رآها سمى شبعان، ولم يسم عيلان، فقال عبد الله: أتعرف يا أبا ساسان الذي يقول:
عزلنا وأمرنا وبكر بن وائل * تجر خصاها تبتغى من تحالف (1) فقال: أعرفه، وأعرف الذي يقول:
فأدى الغرم من نادى مشيرا * ومن كانت له أسرى كلاب وخيبة من يخيب على غنى * وباهلة بن أعصر والرباب (2) فقال: أفتعرف الذي يقول:
كأن فقاح الأزد حول ابن مسمع * وقد عرقت أفواه بكر بن وائل قال: نعم وأعرف الذي يقول:
قوم قتيبة أمهم وأبوهم * لولا قتيبة أصبحوا في مجهل قال: أما الشعر، فأراك ترويه، فهل تقرأ من القرآن شيئا؟ قال: نعم، أقرأ الأكثر الأطيب (3): (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) (4).

(1) في رغبة الكامل للمرصفي: رواية غيره: (نزعنا وولينا)، وبعده:
وما مات بكري من الدهر ليلة فيصبح إلا وهو للذل عارف وهذا الشعر لحارثة بن بدر الغداني، قاله يوم رضى أهل البصرة أن يولوا عليهم بعد الموت معاوية بن يزيد ابن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي، حتى يجتمع الناس على إمام، وكان عبيد الله بن زياد الوالي عليهم.
قد طلب الامارة لنفسه، فلم يرضوا به، فلما رأى الغدر منهم هرب هو وأخوه، فلجئا إلى دار مسعود ابن عمر الأزدي، وقد استخف بكر بن وائل مالك بن مسمع الجحدري، فجمع وأعد وطلب من الأزد المحالفة على نصرة عبيد الله بن زياد، ورده إلى دار الامارة فلم ينجح).
(2) في زيادات الكامل: (أي يا خيبة من يخيب). والرباب: قبائل، والبيتان لزيد الخيل، ذكرهما ابن قتيبة في الشعراء 246، وفيه وفى الكامل: (الركاب) بدل (الرباب): (3) الكامل: (الأغلب).
(4) سورة الانسان آية: 1
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175