استمع ومنه أذن الله لشئ كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن والأصل فيه من القرآن قوله تعالى:
* (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) * ومن السنة حديث عبد الله بن زيد قال: لما أمر رسول الله (ص) بالناقوس ليعمل حتى يضرب له ليجتمع الناس للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ فقال: ما تصنع به؟ قلت:
ندعوا به للصلاة فقال: ألا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قلت: بلى. قال: تقول الله أكبر الله أكبر فذكر الأذان والإقامة، فلما أصبحت أتيت النبي (ص) فأخبرته بما رأيت فقال: إنه لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن. ففعلت، فلما سمع عمر الاذان خرج مسرعا يسأل عن الخبر فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما رأى.
فقال رسول الله (ص): الحمد لله. وعن أبي داود قال: اهتم النبي (ص) كيف يجمع الناس للصلاة فقيل له: ننصب راية فإذا رأوها أذن بعضهم بعضا فلم يعجبه ذلك، فذكروا له القبع يعني الشبور فلم يعجبه وقال: وهو من فعل اليهود، فذكروا له الناقوس فقال: هو من أمر النصارى وساق الحديث.
فائدة: قال في الذخيرة: يروى القبع بالباء الموحدة مفتوحة وبالنون ساكنة. قال:
وسمعت أبا عمر يقول: القثع بالثاء المثلثة والجميع أسماء للبوق. فبالنون من إقناع الصوت والرأس وهو رفعه، وبالباء من الستر يقال: قبع رأسه إذا أدخله فيه انتهى. وقال في الصحاح:
الشبور على وزن التنور البوق ويقال: هو معرب.
فائدة أخرى: ورد في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: المؤذنون أصول الناس أعناقا يوم القيامة بفتح الهمزة جمع عنق. واختلف في تأويله فقيل: معناه أطول الناس تشوقا إلى رحمة الله تعالى لأن المتشوف يطيل عنقه. وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق طالت أعناقهم. وقال يوسف بن عبيد: معناه الدنو من الله تعالى. وقيل: معناه أنهم رؤوس. وقيل: أكثر اتباعا. وقيل: أكثر الناس أعمالا. قال القاضي عياض. ورواه بعضهم بكسر الهمزة أي إسراعا إلى الجنة من سير العنق ومنه الحديث كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص