المقدسة عن نقص وقصور. وأما تخصيصه بمراتبه ومنازله في التقدم والتأخر والغنى والحاجة والشدة والضعف فبما فيه من شؤونه الذاتية وحيثياته العينية بحسب حقيقته البسيطة التي لا جنس لها ولا فصل ولا يعرض لها الكلية كما علم. وأما تخصيصه بموضوعاته أعني الماهيات والأعيان المتصفة به في العقل على الوجه الذي مر ذكره فهو باعتبار ما يصدق عليه في كل مقام من ذاتياته التي تنبعث عنه في حد العلم والتعقل ويصدق عليه صدقا ذاتيا من الطبائع الكلية والمعاني الذاتية التي يقال لها في عرف أهل هذا الفن الماهيات وعند الصوفية الأعيان الثابتة وإن كان الوجود والماهية فيما له وجود وماهية شيئا واحدا والمعلوم عين الموجود. وهذا سر غريب فتح الله على قلبك باب فهمه إن شاء الله.
(87) قال الشيخ الرئيس في المباحثات إن الوجود في ذوات الماهيات لا يختلف بالنوع بل إن كان له اختلاف فبالتأكد والتضعف.
وإنما تختلف ماهيات الأشياء التي تنال الوجود بالنوع وما فيها من الوجود فغير مختلف النوع. فإن الإنسان يخالف الفرس بالنوع لأجل ماهيته لا لأجل وجوده انتهى كلامه. فالتخصيص في الوجود على الوجه الأول بحسب ذاته وهويته. وأما على الوجه الثاني فباعتبار ما معه في كل مرتبة من النعوت الذاتية الكلية.
(88) ولا يبعد أن يكون المراد بتخالف الوجودات نوعا كما اشتهر من المشائين هذا المعنى وهو بعينه كتخالف مراتب الأعداد أنواعا بوجه وتوافقها نوعا بوجه ما. فإنها يصح القول بكونها متحدة الحقيقة إذ ليس في كل مرتبة من العدد سوى المجتمع من الوحدات التي هي أمور متشابهة. ويصح القول بكونها متخالفة المعاني الذاتية إذ ينتزع العقل من كل مرتبة نعوتا وأوصافا ذاتية ليست ثابتة لغيرها. ولها آثار وخواص متخالفة تترتب عليها بحسب أحكام نفسية ينتزع العقل من كل مرتبة لذاتها خلاف ما ينتزع