المشعر السادس في أن واجب الوجود مرجع كل الأمور (110) اعلم أن الواجب بسيط الحقيقة وكل بسيط الحقيقة فهو بوحدته كل الأمور لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وأحاط بها إلا ما هو من باب الأعدام والنقائص. فإنك إذا فرضت شيئا بسيطا هو ج مثلا وقلت ج ليس ب فحيثية أنه ج إن كانت بعينها حيثية أنه ليس ب حتى تكون ذاته بذاته مصداقا لهذا السلب فيكون الإيجاب والسلب شيئا واحدا. ولزم أن يكون كل من عقل الإنسان مثلا عقل أنه ليس بفرس بأن يكون نفس عقله الإنسان نفس عقله ليس بفرس. لكن اللازم باطل فالملزوم كذلك. فظهر وتحقق أن موضوع الجيمية مغاير لموضوع أنه ليس ب ولو بحسب الذهن. فعلم أن كل موجود سلب عنه أمر وجودي فهو ليس بسيط الحقيقة بل ذاته مركبة من جهتين: جهة بها هو كذا وجهة هو بها ليس كذا. فبعكس النقيض:
كل بسيط الحقيقة هو كل الأشياء. فاحتفظ بهذا إن كنت من أهله.