قول كن لأنها نفس الأمر والقول. وبعدها مرتبة النفوس على درجاتها.
(148) ثم الطبائع والصور على مراتبها. ثم بسائط الأجسام واحدا بعد واحد إلى المادة الأخيرة التي شأنها القبول والاستعداد وهي النهاية في الخسة والظلمة. ثم يترقى الوجود منها بالتلطيف والتكميل راجعا إلى ما نزل منه عائدا إلى ما بدأ منه بتهيج المواد وتحريك الأجساد وإحداث الحرارة المهيجة السماوية في الاسطقسات من تداوير النيرات الموجبة لنشء النبات بعد الجماد وسياقة المركبات إلى درجة قبول الحياة وتشويق النفوس إلى أن تبلغ إلى درجة العقل المستفاد الراجعة إلى الله الجواد.
(149) فانظر إلى حكمة المبدع البديع: كيف أبدع الأشياء وأنشأ الأكوان من الأشرف فالأشرف. فأبدع أولا أنوارا قدسية وعقولا فعالة تجلى بها وألقى فيها مثاله. فأظهر منها أفعاله واخترع بتوسطها أجساما كريمة صافية نيرة ذوات نفوس حيوانية دائمة الحركات تقربا إلى الله وعبودية له. وحملها في سفينة ذات ألواح ودسر جارية في بحر القضاء والقدر بسم الله مجراها ومرساها وإلى ربك منتهاها.
(150) وجعلها مختلفة في الحركات. ونسب أضواء النيرات المعدة لنشء الكائنات. ثم خلق هيولى العناصر التي هي أخس الممكنات وهي نهاية تدبير الأمر فإنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض. ثم يعرج إليه بتكوين الجماد من تعديل العناصر والأركان. ثم النبات من صفوتها. ثم الحيوان. ثم الإنسان. وإذا استكمل بالعلم والكمال بلغ إلى درجة العقل الفعال. فيه وقف تدبير الخير والجود واتصل بأوله آخر دائرة الوجود.
تم بعون الملك الودود الذي هو مفيض الخير والجود