المشعر الثالث في الإشارة إلى سائر صفاته الكمالية (120) القاعدة المذكورة في عموم تعلق علمه تعالى بالأشياء مطردة في سائر صفاته. فقدرته مع وحدتها يجب أن يكون قدرة على كل شيء لأن قدرته حقيقة القدرة. فلو لم تكن متعلقة بجميع الأشياء لكانت قدرة على إيجاد شيء دون شيء آخر فلم تكن قدرته صرف حقيقة القدرة. وكذا الكلام في إرادته وحياته وسمعه وبصره وسائر صفاته الكمالية. فجميع الأشياء من مراتب قدرته وإرادته ومحبته وحياته وغير ذلك. ومن استصعب عليه أن علمه مثلا مع وحدته علم بكل شيء وكذا قدرته مع وحدتها متعلقة بكل شيء فذلك لظنه أن وحدته تعالى ووحدة صفاته الذاتية وحدة عددية وأنه تعالى واحد بالعدد. وليس الأمر كذلك بل هذه ضرب آخر من الوحدة غير العددية والنوعية والجنسية والاتصالية وغيرها لا يعرفها إلا الراسخون في العلم.
(١٠٩)