المشعر الخامس في أن واجب الوجود تمام كل شيء (109) قد علمت أن الوجود حقيقة واحدة بسيطة لا تتفاوت أعدادها بأمور ذاتية من جنس وفصل ونحوهما بل بكمال ونقص وغنى وفقر. وليس النقص والفقر مما يقتضيه نفس حقيقة الوجود وإلا لم يوجد واجب الوجود. والتالي باطل كما ثبت فالمقدم مثله. فظهر أن حقيقته في ذاتها تامة كاملة غير متناهي القوة والشدة. وإنما ينشأ النقص والقصور والإمكان ونحوه من الثانوية والمعلولية ضرورة أن المعلول لا يساوي علته والفائض لا يكافئ المفيض. فظهر أن واجب الوجود تمام الأشياء ووجود الوجودات ونور الأنوار.
(٩٩)