(63) ومن قال إن الوجود عرض أراد به المفهوم العام العقلي وكونه عرضا أنه الخارج المحمول على الماهيات.
(64) وأيضا الوجود مخالف للأعراض لأن وجودها في نفسها وجودها لموضوعها. وأما الوجود فهو بعينه وجود الموضوع لا وجود عرض في الموضوع.
(65) والأعراض مفتقرة في تحققها إلى الموضوع والوجود لا يفتقر في تحققه إلى موضوع بل الموضوع يفتقر في تحققه إلى وجوده.
(66) والحق أن وجود الجوهر جوهر بعين جوهرية ذلك الجوهر لا بجوهرية أخرى. ووجود العرض عرض بعين عرضية ذلك العرض لا بعرضية أخرى كما علمت الحال بين الماهية والوجود.
(67) سؤال: إذا كان الوجود موجودا للماهية فله نسبة إليها وللنسبة أيضا وجود حينئذ فلوجود النسبة نسبة إلى النسبة وهكذا الكلام في وجود نسبة النسبة فيتسلسل.
(68) جواب: ما مر من الكلام يكفي لاندفاعه إذ الوجود عين الماهية خارجا وغيرها في الذهن فلا نسبة بينهما إلا بحسب الاعتبار العقلي وعند الاعتبار يكون للنسبة وجود هو عينها بالذات وغيرها بحسب الخارج ومثل هذا التسلسل ينقطع بانقطاع الاعتبار العقلي.
وستعلم كيفية الارتباط بينهما بحسب حالهما عند التحليل.