إنك رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد اللهم اجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك نحب بجبك من أحبك ونعادى بعد أواتك من خالفك من خلقك اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان، اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في قبرى ونورا من بين يدي ونورا من خلفي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي ونورا في سمعي ونورا في بصرى ونورا في شعري ونورا في بشرى ونورا في لحمي ونورا في عظمي ونورا في أعضائي، اللهم أعظم لي نورا واجعل لي نورا، سبحان من لبس المجد وتكرم به سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان ذي الفضل والنعم سبحان ذي المجد والكرم سبحان ذي الجلال والاكرام اه من الجامع الكبير للحافظ السيوطي.
[رأس] تقدم الكلام عليه في علم التشريح والكلام هنا في أمراضه وهى عديدة وهى إما باطنة أو ظاهرة وكل إما خاص بعضو مخصوص أو عام يخالفه ولكل في بابه تفصيل مميزله عن بقية أخواته كالصداع والشقيقة والسدر والدوار والبيضة والخودة وغيرها مما خص أو عم. واعلم أن الأمراض كلها من الاخلاط الأربعة وإنما يقع تزايدها بالأسباب وقد عرفتها وكذا العلامات فاذن أسباب كل مرض وعلاماته إما أن تكون مستندة إلى المادة وهى علامات الاخلاط أو إلى الزمان وهى البحران وقد يخص كل مرض بعلامة وسبب وعلاج وكل مذكور في مواضعه وتقدم تقرير ذلك فلا حاجة لإعادته. إذا علمت ذلك فنلذكر ما سهل علاجه أو تعذر وترك علاجه وتقدم الكلام على جله في حرف الجيم وكان حقه أن يذكر في حرف الميم أعنى ما أذكره هنا لكن لما كان الامر كما ذكر خص بهذا الحرف لكثره تعدد أنواعه فنقول [ما ليخوليا] اسم جنس تحته أنواع كثيرة تختلف يسيرا بحسب علامات حاضرة ويجمع الكل فساد الدماغ والعقل بسبب فرط اليابسين غالبا، وتفصيل ذلك أنه إن تشوش الفكر وساء الخلق وفسدت الظنون وكثرت التخيلات فهو الماليخوليا مطلقا وتكون عن امتلاء البدن كله بالمرار فإن كان الزائد الدم مال اللون إلى الحمرة وتختلف ألوانها وإن كان البدن صحيحا عبلا ولم تزد العلة بجوع ولا شبع وغارت العين واختلط العقل فالعلة من الدماغ أصالة وإن اشتدت وقت الجوع والاخذ في الهضم وأكل المبخرات فمن شركة المعدة ويعرف هذا النوع بالمراقى وعلامته استيلاؤه مطلقا وحب الخلوة وقلة الكلام وتخيل الشخص أنه زجاجة تنكسر وثبوت مالم يكن في الذهن كتخيله من يريد قتله، وإن كثر اختلاف مشيه وتقليب وجهه ونفوره من الناس والأمكنة فهو [القطرب] وغالبه من السوداء أو اختلط غضبه باللعب وضحكه بالبكاء وطال سكوته فهو الماثريا ويقال ما تويا معناه داء الكلب ويقال له الداء السبعي لشبه أفعاله بأفعال الكلاب والسباع وهذا المرض إن كان السكون فيه والنحافة والكمودة فعن احتراق السوداء نفسها وإلا فعن الصفراء قال جالينوس ولا بد في مادة الماثريا من العطش وإن تغير العقل واختلفت الافعال مع وجود السرسام فهذا النوع هو الصبار كذا قالوه.
ومنه الرعونة والحمق وعلامتها التكدر والصفاء بلا موجب واختلاط الافعال المتضادة من الرعونة والخوف والصبوة وهو أن يميل إلى أوصاف الشيوخ والصبيان وصدورها من الشبان أدل على استحكام العلة. وأما الهذيان والجنون فغاية المذكورات وأسباب كل فساد الخلط من داخل إلى خارج وبعد العهد بالاستفراع ومنه عدم الجماع والتفكر ومعاشرة الصبيان والنساء وعلامات الكل معلومة (العلاج) يبادر إلى الفصد أولافى الصافن وثانيا في الأكحل ويقتصر في الغذاء على الدجاج