حفصة. فقد ظلت عندها حتى ماتت. ويقول الشيخ سيد سابق: ثم أخذت المصاحف بعد موتها وغسلت غسلا وقيل: إن مروان بن الحكم أخذها وأحرقها (1).
وهكذا أحرقت أحاديث عند المقدمة، ثم جاء مروان بن الحكم الذي لعنه الله على لسان رسوله وبدأ عملية حرق جديدة. والله غالب على أمره. يقول تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) (2)، وقال جل شأنه (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (3).
وعندما جاء عهد الإمام علي كان يحتج على البغاة والمخالفين بالقرآن والسنة. وكان القوم قد تعمقوا في عالم التأويل وتوغلوا في عالم إطفاء السنة.
وروي أنه قال لابن عباس حينما بعثه إلى الخوارج: لا تخاصمهم بالقرآن. فإنه حمال أوجه. ولكن حاججهم بالسنة. فإنهم لن يجدوا عنها محيصا " (4)، ولكن عالم الحريق لم يفسح المجال الكافي لتلقي هذا الحوار. ولم ينصت لابن عباس إلا قليلا.
إن القرآن والسنة وحي من الله تعالى. فالقرآن محفوظ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والسنة ترجمان له وعلى طريقها يكون الامتحان ويترتب على الامتحان الثواب والعقاب كما نص القرآن وعلى طريق السنة يمكن أن تمتد الأيدي لتبدل أو تحرف ولكن الأيدي ليس لها أن تفعل ذلك مع القرآن. ولهذا ساق النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى القرآن فقال:
" يا أيها الناس أنزل الله كتابه على لسان نبيه وأحل حلاله. وحرم حرامه.