معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٦٣
قتلتم خير من ركب المطايا * وذللها ومن ركب السفينا (1) وكان الإمام علي يضع قريش في دائرة الساعين لقتله وكان كثيرا ما يقول:
تلكم قريش تمناني لتقتلني * فلا وربك ما بروا وما ظفروا فإن هلكت فرهن ذمتي لهم * بذات ودقين ولا يعفو لها أثر (2) فبني أمية لم تكن بعيدة عن دم الإمام، ثم جاء دور الحسن بن علي وروي أن معاوية أوصى بنت الأشعث لتسمه، وقتل الحسن مسموما. ثم جاء الدور على الحسين قتيل الدولة الأموية. فهل جاء كل هذا مصادفة ليجلس بني أمية على رؤوس الأمة؟ إن الذي قطف الثمرة لا بد أنه يراقب الشجرة زمنا طويلا، وهذه المراقبة لا بد وأن تستقيم مع أحاديث اللعن التي لعن فيها النبي تيارات الهدم. بمعنى أنهم وهم يراقبون الأحداث كانوا على دراية بأن هذه الأحداث ستصب في وعائهم في نهاية المطاف، لأن وقودهم هو الذي يدفعها ويسيرها.
إن قيادة بني أمية للبغض لم تأت بعد عهد الإمام علي، وإنما بدأت بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا نراه في حديث: " أبغض الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: بنو أمية وثقيف وبنو حنيفة " (3)، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم " (4)، إن البغض لطريق الهداية كان منذ زمن الرسول، وهذا البغض ارتدى رداء الفتن البراقة بعد عهد علي بن أبي طالب. ولقد كان في بني أمية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهؤلاء كان يعرفهم الإمام علي، وكان فيهم أيضا رجال يتسلقون ويشترون الذمم للصد عن سبيل الله وهؤلاء أيضا كان يعرفهم الإمام علي، ويرى بصماتهم من اشتغل برصد التاريخ وأحداثه. فهم هناك عند دائرة الكبر، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: " الكبر بطر الحق

(١) مروج الذهب ٤٦٣ / ٢.
(٢) مروج الذهب ٤٦٤ / ٢.
(٣) رواه البيهقي ورجاله ثقات (البداية والنهاية 268 / 6).
(4) رواه نعيم بن حماد والحاكم (كنز العمال (169 / 11).
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 167 168 169 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459