لأنه عندهم من الذين اشتركوا في دم عثمان. وروى اليعقوبي أنهم بعد استيلائهم على البصرة. انتهبوا بيت المال وأخذوا ما فيه. فلما حضر وقت الصلاة تنازع طلحة والزبير وجذب كل منهما صاحبه حتى فات وقت الصلاة. وصاح الناس:
الصلاة الصلاة يا أصحاب محمد، فقالت أم المؤمنين رضي الله عنها: يصلي محمد بن طلحة يوما وعبد الله بن الزبير يوما. وروى ابن الأثير: لما بايع أهل البصرة طلحة والزبير قال الزبير: أريد ألف فارس أسير بهم إلى علي بن أبي طالب أقتله بياتا أو صباحا قبل أن يصل إلينا. فلم يجبه أحد. فقال: إن هذه للفتنة التي كنا نحدث عنها. فقال له مولاه: أتسميها فتنة وتقاتل فيها؟ قال:
ويلك إنا نبصر ولا تبصر. ما كان أمر قط إلا وأنا أعلم موضع قدمي فيه. غير هذا الأمر. فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر " " (1)، وعندما لم يجب الزبير أحد. قال طلحة والزبير: إن قدم علينا علي ونحن على هذا الحال من القلة والضعف ليأخذن بأعناقنا. فأجمعا على مراسلة القبائل واستمالة العرب، فبايعهم.
على ذلك الأزد وضبة وقيس غيلان.
وبعث طلحة والزبير إلى أهل الشام بما صنعوا وصاروا إليه وقالا: " وإنا نناشدكم الله في أنفسكم. ألا نهضتم بمثل ما نهضنا به " (2)، وكتبت أم المؤمنين إلى أهل الكوفة بما كان منهم وأمرتهم أن يثبطوا الناس عن علي بن أبي طالب وتحثهم على طلب قتلة عثمان وكتبت إلى أهل اليمامة وإلى أهل المدينة بما كان منهم أيضا وسيرت الكتب (3) وروى ابن الأثير أن أم المؤمنين بعثت إلى أبي موسى الأشعري بكتاب تأمره فيه بملازمة بيته أو نصرتها (4). وكانت سيرة أبي موسى بعد ذلك هي نصره أم المؤمنين على امتداد الطريق. وكتبت عائشة إلى زيد بن صوحان (5) تقول له: " من عائشة ابنة أبي