معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٦
الباطل إلى أن يخرج الحق من جنبه. ثم قال: ما لي ولقريش، ولم يقل: ما لي وطلحة والزبير. وذلك لأن الإمام ينظر إلى مساحة طويلة وعريضة. بصفته خبير بمعرفة الرجال، ثم أخبر عن هذه المساحة الطويلة العريضة فقال: لقد قاتلتهم كافرين. ثم قال خاصف النعل الأول. أي نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولأقاتلنهم مفتونين. يقول ابن أبي الحديد: لأن الباقي على الإمام مفتون فاسق (1). ثم ربط الإمام بين ماضي المساحة وحاضرها برباط واحد، فقال: وإني لصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم، ثم اختصر أسباب النزاع كله فقال: والله ما تنتقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم. فأدخلناهم في حيزنا. هكذا تحدث الإمام بعد إن خصف نعله.
وروي أن الإمام علي بعث إلى أبي موسى بعد أن علم خبره. أنه اختار الكوفة للنزول بين أظهرهم. وإنه اختارهم على الأمصار. لأنهم أشد الناس حبا له. فلما دخل مبعوثا علي قال أبو موسى: أما والله إن بيعة عثمان بن عفان في عنقي وعنق صاحبكما الذي أرسلكما. إن أردنا أن تقاتل لا نقاتل حتى لا يبقى أحد من قتلة عثمان إلا قتل حيث كان " (2)، فانطلق المبعوثان إلى علي بن أبي طالب بذي قار وأخبراه الخبر (3)، فأرسل الإمام علي مبعوثا آخر هو عبد الله بن عباس ومعه الأشتر (4)، وعندما لم تفلح هذه المحاولة أيضا مع أبي موسى.
بعث الإمام بالحسن بن علي وعمار بن ياسر، وروى ابن الأثير. أن عبد الخير الحيواني قال: يا أبا موسى. هل بايع طلحة والزبير؟ قال: نعم، قال: هل أحدث علي بن أبي طالب ما يحل به نقض بيعته. قال: لا أدري، فقال: لا دريت، نحن نتركك حتى تدري، هل تعلم أحدا خارجا من هذه الفتنة، إنما الناس أربع فرق، علي بظهر الكوفة، وطلحة والزبير بالبصرة. ومعاوية بالشام، وفرقة بالحجاز لا غناء بها ولا يقاتل بها عدو، قال أبو موسى: أولئك خير

(1) ابن أبي الحديد 405 / 1.
(2) الطبري 184 / 5.
(3) الطبري 187 / 1.
(4) الطبري 187 / 5.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459