ثالثا - التخاذل وغياب القمر.
قال الإمام عند انصرافه من صفين:
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين المشهور، والعلم المأثور، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع، والأمر الصادع (1)، إزاحة للشبهات، واحتجاجا بالبينات، وتحذيرا بالآيات وتخويفا بالمثلات، والناس في فتن انجذم (2) فيها حبل الدين، وتزعزعت سواري (3) الدفين: واختلف الفجر (4)، وتشتت الأمر، وضاق المخرج، وعمي المصدر، فالهدى حامل، والعمى شامل، عصى الرحمن، ونصر الشيطان، وخذل الإيمان، فانهارت (5) دعائمه، وتنكرت معالمه، ودرست سبله، وعفت شركه (6). أطاعوا الشيطان فسلكوا سالكه، ووردوا مناهله. بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه في فتن داستهم