لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٥٣
انشقت تحتها بيضات فرسان العرب، ليس هذا ولا ذاك، عيبا، إنما العيب أن يقاتلوا الحقيقة) عند علي (ع).
كان معاوية، قد دعا بفرسه، فاعترضه عمرو: إلى أين؟ قال: قد نزل ما ترى، فما عندك؟ قال: لم يبق إلا حيلة واحدة، أن ترفع المصاحف، فتدعوهم إلى ما فيها، فتسكنهم وتكسر من حدهم، وتفت في أعضائهم، قال معاوية: فشأنك! فرفعوا المصاحف ودعوا إلى التحكم بما فيها. وقالوا ندعوكم إلى كتاب الله) (189).
كانت تلك بحق أخطر مكيدة في تاريخ العرب والمسلمين، وبها سار خبر عمرو بن العاص، وذاع أمره. إنها المكيدة التي انتصرت لباطلهم، وفرقت شمل جيش علي (ع) غير أن عليا (ع) لم يكن غبيا - حاشاه - حتى تجتاز عليه حيل الطلقاء ومكايدهم، لقد أدرك منذ البداية إنها لعبة، وبأن رفع المصاحف هو تكتيك حربي، وليس إيمانا، ولكن اللعبة تمكنت من الذهنية البسيطة، السطحية في الأمة، ثم إن معاوية وعمرو بن العاص، معروفا التوجه، ومتى دعيا إلى الدين وحكما بالقرآن، وهل هناك قرآن في تبلجه، وتشخصه كالإمام علي (ع) ومئات الصحابة الكبار من خلفه يقاتلون، وهل القشريون الذين كانوا في جيش علي (ع) واستسلموا للخدعة، ألا يدركون إن الإمام عليا (ع) هو أكثرهم تمسكا وعلما بالقرآن، ومتى احتاج أن يعلموه التحاكم إلى شرع الله، هؤلاء في الواقع كانوا يحاربون مع الإمام وهم يجهلون قدره، فلم يترك الواقع الفاسد، فرصة لفضائله (ع) لتأخذ مكانها في عقول الناس، وهذه هي نتيجة الاغتصاب!.
لقد كان هنالك في صف الإمام (ع) رجل اسمه الأشعث بن قيس الكندي، اعترض على مقاتلة القوم، لأنهم رفعوا المصاحف، أنه رجل هوائي لا يستقر على أمر، وتحكي عنه التواريخ أنه قد أسلم وارتد ثم أسلم في عهد الرسول صلى الله عليه وآله

(189) - اليعقوبي ومسكويه وابن الأثير والطبري.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405