السقيفة كنا قد عرفنا إن الرسول صلى الله عليه وآله لم يكن حاشاه غافلا عن قيمة الخلافة والاستخلاف. وكانت خطبة الوداع، برنامجا لهم، يقيهم عثرات المستقبل.
وأكد فيها على آل بيته (ع) وولى فيها الإمام عليا (ع) بقوله (ألا من كنت مولاه، فهذا علي مولاه) كررها ثلاث مرات. (27) وحذرهم من مغبة التجاوز للنص، ابتغاء الرأي والباطل. كما حذرهم من مغبة التضليل الافتتان والردة والافتان. ذكر اليعقوبي في تاريخه: (لا ترجعوا بعدي كفارا مضللين يملك بعضكم رقاب بعض إني خلفت فيكم الثقلين ما أن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي) ثم أمر الناس بالالتزام بما أعلنه وأودعه فيهم قائلا: (إنكم مسؤولون فليبلغ الشاهد الغائب) (28) وكان الإمام علي (ع) هو المرشح، لولاية المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وبعد أن تبين أمر الولاية. نزلت الآية الكريمة (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (29) وحيث إن الوضع يومئذ لا يسمح بالمعارضة. فإن المجموعة المنافقة لم تعلق - باستثناء بعض الحالات واستمرت في صمتها تترقب الفرصة. وفي وفاة النبي صلى الله عليه وآله بدأت المؤامرة تتبلور، وتنعكس على أرض الواقع الإسلامي.