لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٥١
ومثل ذلك أعطى معاوية من بيت المال أربع مئة ألف درهم على أن يخطب سمرة بن جندب في أهل الشام بأن قوله تعالى (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه. وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) إنها نزلت في علي بن أبي طالب (ع)، بعد ذلك قال سمرة: لعن الله معاوية والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبدا (184).
2 - تهيئة النفوس للقبول بالأمر الواقع، من خلال نشر الفكر الجبري، الذي يؤمن بالوقائع على أساس إنها قدر مقدورا. وهو ما سبق أن قاله عمرو بن العاص جبرا قد انحاز إلى معاوية، وما أكثر النفوس التي آمنت بفكرة الجبر، وخاضت حربا باطلة بوعي جبري. فقد روى عن الأسود، قلت لعائشة: ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد الخلافة؟ قالت: وما يعجب! هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر! قد ملك فرعون مصر) (185).
وكذلك سار معاوية في أنصاره يعطي عمرا مصر، ويضخ الذهب والضياع في جيد المغيرة، وسمرة، وأبي هريرة وما شابه.
هيأ معاوية نفسه ومن معه للطوارئ، فهذا علي (ع) لا ينثني ولم ينثن يوما في طلب الحق، وهذا معاوية لا يرى البيعة لعلي (ع) في صالح بني أمية، لأن في علي (ع) (لوثة) محمد صلى الله عليه وآله هذه التي طالما تطير منها ابن العاص، وبنو أمية وأشباههم، كان حتما وضروريا أن تشتعل المعركة، وقد أخبر الإمام علي (ع) إن معاوية لا يريد البيعة، ويستنفر الناس للخروج، فسار إليه الإمام علي (ع) في جيش من المسلمين فيهم سبعون رجلا من البدريين، وسبعة مئة رجل بايعوا تحت شجرة الرضوان، وأربع مئة من بين سائر المهاجرين والأنصار (186) في حين لم

(184) - ماذا في التاريخ، المجلد الرابع - ص 456، دار التعارف للمطبوعات، بيروت - لبنان.
الشيخ محمد حسن القبيسي العادلي.
(185) - من سيرة أعلام النبلاء للذهبي، أنظر ص 183 من كتاب: شيخ المغيرة، أبو هريرة، محمود أبو رية.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405