مفهوم الإمامة سأنطلق هنا من نقطة لدي فيها وجهة نظر تاريخية، هي إن نظرية الإمامة والخلافة، تبلورت بشكل أكثر دقة عند الشيعة منه عند السنة. والسبب في ذلك راجع إلى، أن مواقف الخلفاء تناقضت في ممارسة (الإمامة) وتعاطت، بأشكال مختلفة ومتناقضة، مع مسألة الخلافة.
فالمفهوم الشوري الذي يتسع في المنظور السني إلى مسألة الخلافة، لم لكن ثابتا سواء في فكر السنة أو ممارساتهم.
ففي النص السني، تتوزع مسألة الخلافة بين البعد الشوري والبعد التنصيبي، بالقياس على نص (مروا أبا بكر فليصل بالناس) وكانت هذه الأخيرة هي شعار (السقيفة)!.
بينما ظلت المسألة ثابتة في الفكر الشيعي منذ البداية فهي الخلافة بواسطة (النص) وفي حدود - بني هاشم) وكان لهذا الثبات المفهومي، الفضل في انتصارات الشيعة، الكلامية، على خصومهم، مستفيدين من الشرخ الحاصل لدى العامة في نظرية الإمامة، والتنوع والتناقض الذي حكم قضية الخلافة في الفكر السني.
لقد تبلورت المواقف بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله بشكل سريع. بحيث لم تبق فرصة للهاشميين في إبداء رأيهم.