لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٤٣
فقال.. الخ) وذكر ابن الأثير: قال الزهري: بقي علي وبنو هاشم والزبير ستة أشهر لم يبايعوا أبا بكر حتى ماتت فاطمة (رض) فبايعوه.
لم يكن عمر ليستريح وهو يرى عليا (ع) وبني هاشم وجماعة الصحابة معتصمين ببيت فاطمة. فأنطلق عمر وجماعة معه. وحثهم على الخروج. فأبوا أن يذعنوا. ويذكر بن قتيبة (فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده: لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها. فقيل له يا أبا حفص: إن فيها فاطمة؟ فقال وإن، فخرجوا فبايعوا إلا عليا، فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن فوقفت فاطمة (رض) على بابها، فقالت، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله صلى الله عليه وآله جنازة في أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا، ولم تردوا لنا حقا.. الخ) (57) وكان لهذا الموقف الذي وقفه عمر بن الخطاب، أثر على بني هاشم وعلى أتباعهم. وخصوصا ذلك الموقف الذي وقفه عمر بن الخطاب يوم أراد أن يحرق على فاطمة الزهراء (ع) دارها، حيث يتمثله شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته الشهيرة:
وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها ما كان غير أبي حفص بقائلها * أمام فارس عدنان وحاميها وبقي علي (ع) رافضا لمبايعتهم. رغم كل المحاولات وفي رواية للطبري:
تزلف علي والزبير واخترط الزبير سيفه وقال لا أغمده حتى يبايع علي فقال عمر خذوا سيف الزبير فاضربوا به الحجر فانطلق عليهم عمر فجاء بهما تعبا وقال لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان. فبايعا.

(57) - بن قتيبة الإمامة والسياسة (ص 12). وحديث حرق دار فاطمة، مجمع على وقوعه ومن رواته بن عبد ربه في العقد الفريد، والإمامة والسياسة.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405