لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٤١
كادوا يطئون سعدا. فقال سعد: قتلتموني. فقيل (وفي رواية أخرى قال عمر (53). اقتلوه قتله الله. فقال سعد: احملوني من هذا المكان فحملوه داره وترك أياما، ثم بعث إليه أبو بكر: أن أقبل فبايع، فقد بايع الناس وقومك، فقال: أما والله حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي. وأخصب منكم سناني ورمحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشيرتي، ولا والله لو أن الجن اجتمعت مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم حسابي) (54) وكان من المفترض أن يقتل سعد بن عبادة لتوها، لولا أن عوامل كثيرة حالت دونه وعمر. والثابت في التاريخ، والظاهر من الأحداث، أن عمر ابن الخطاب هو الذي دبر عملية اغتيال سعد. وبتنفيذ هذه العملية يكون عمر بن الخطاب، أول مشرع للاغتيال السياسي، وأسلوب تصفية المعارضة جسديا في الإسلام. لقد كان رأي عمر بن الخطاب يرمي إلى إجبار سعد بن عبادة بالقوة إلى مبايعة أبي بكر. غير أن الأمر قد يسبب له خطورة. قال عمر لأبي بكر: لا تدعه حتى يبايعك، فقال لهم بشير ابن سعد: إنه قد أبى ولج وليس يبايعك حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل ولده معه، وأهل بيته وعشيرته، ولن تقتلوهم حتى تقتل الخزرج، ولن تقتل الخزرج حتى تقتل الأوس، فلا تفسدوا على أنفسكم أمرا قد استقام لكم، فاتركوه فليس تركه بضاركم، وإنما هو رجل واحد. فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد. وكان سعد لا يصلي بصلاتهم، ولا يجتمع بجمعتهم ولا يفيض بإفاضتهم ولو يجد عليهم أعوانا لصال بهم، ولو يبايعه أحد على قتالهم لقاتلهم. فلم يزل كذلك حتى توفي أبا بكر وولي عمر، فخرج إلى الشام، فمات بها، ولم يبايع لأحد) (55).
ويذكر التاريخ أن سعد بن عبادة، مات مقتولا. وأثناء ذهابه إلى (حوران وبينما هو خارج ليلا، إذا بسم يطلق على ظهره فقتله. وثبت لدى المؤرخين أن

(53) - كاليعقوبي مثلا.
(54) - الإمامة والسياسة (ابن قتيبة).
(55) - الإمامة والسياسة بن قتيبة.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405