التي رافقت أحداث السقيفة ومرض النبي صلى الله عليه وآله تدل على ذلك. وكان عمر بن الخطاب أكثر صلافة وقسوة. وموقفه سئ من أهل البيت وتاريخه خير شاهد على هذا، ويعترف (مسلم) في صحيحه إن عليا (ع) بعد وفاة فاطمة الزهراء، وبعد أن فكر في تحصين نفسه ومن معه من جبروت طلاب الخلافة دعا أبا بكر إلى بيته، على أن يكون منفردا، وأشار (مسلم) إلى ذلك إشارة لعدم حضور عمر بن الخطاب للكراهية التي كانت تفصله عن البيت المحمدي. كان أبو بكر رجلا ضعيفا لم يغلب نفسه أمام طمع الخلافة والوجاهة إنها نفس الأطماع التي دفعته إلى عصيان الائتمار بأسامة بن زيد في حياة الرسول صلى الله عليه وآله أما عمر بن الخطاب، وللنفسية الحادة التي كان يتحلى بها، كان ينزع إلى التطرف والانحراف عن النص وقد بين ذلك المؤرخون. وبصلافته هذه كاد يفتن المسلمين عن الرسول صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية. أبو بكر بهذا الضعف وعمر بتلك الحدة، ارتكبا الخطيئة التي تسلل من وراءها الجهاز الأموي. إنهما أعطيا الأمويين مبرر السطو على الخلافة، ومحاربة آل البيت (ع) في شأنها، متعللين بمثال أبي بكر وعمر.
ومعاوية كان داهية لما رد على محمد بن أبي بكر وهو من شيعة علي (ع) حين كتب إلى (معاوية) يذكره بفضل الإمام علي (ع) فقال معاوية رادا عليه: (قد كنا وأبوك فينا، نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبرورا علينا، ثم كان أبوك وعمر، أول من ابتزه حقه وخالفه على أمره. فإن يك ما نحن عليه صوابا، فأبوك استبد به ونحن شركاؤه، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ولسلمنا إليه. وكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فأخذنا بمثله.
فعب أباك بما بدا لك أو دع ذلك، والسلام على من أناب) (59).
كان هذا مستمسكا، لبني أمية كي يعبثوا بمصير أمة مسؤولة بين الأمم.
ولست هنا أقول إن أبا بكر وعمر بن الخطاب، كانا على علاقة بالخط الأموي.
فإن ذلك ما كان وما كان ينبغي أن يكون. فالمشروع الثلاثي. في السقيفة كان ذا