لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٤٦
التي رافقت أحداث السقيفة ومرض النبي صلى الله عليه وآله تدل على ذلك. وكان عمر بن الخطاب أكثر صلافة وقسوة. وموقفه سئ من أهل البيت وتاريخه خير شاهد على هذا، ويعترف (مسلم) في صحيحه إن عليا (ع) بعد وفاة فاطمة الزهراء، وبعد أن فكر في تحصين نفسه ومن معه من جبروت طلاب الخلافة دعا أبا بكر إلى بيته، على أن يكون منفردا، وأشار (مسلم) إلى ذلك إشارة لعدم حضور عمر بن الخطاب للكراهية التي كانت تفصله عن البيت المحمدي. كان أبو بكر رجلا ضعيفا لم يغلب نفسه أمام طمع الخلافة والوجاهة إنها نفس الأطماع التي دفعته إلى عصيان الائتمار بأسامة بن زيد في حياة الرسول صلى الله عليه وآله أما عمر بن الخطاب، وللنفسية الحادة التي كان يتحلى بها، كان ينزع إلى التطرف والانحراف عن النص وقد بين ذلك المؤرخون. وبصلافته هذه كاد يفتن المسلمين عن الرسول صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية. أبو بكر بهذا الضعف وعمر بتلك الحدة، ارتكبا الخطيئة التي تسلل من وراءها الجهاز الأموي. إنهما أعطيا الأمويين مبرر السطو على الخلافة، ومحاربة آل البيت (ع) في شأنها، متعللين بمثال أبي بكر وعمر.
ومعاوية كان داهية لما رد على محمد بن أبي بكر وهو من شيعة علي (ع) حين كتب إلى (معاوية) يذكره بفضل الإمام علي (ع) فقال معاوية رادا عليه: (قد كنا وأبوك فينا، نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبرورا علينا، ثم كان أبوك وعمر، أول من ابتزه حقه وخالفه على أمره. فإن يك ما نحن عليه صوابا، فأبوك استبد به ونحن شركاؤه، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ولسلمنا إليه. وكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فأخذنا بمثله.
فعب أباك بما بدا لك أو دع ذلك، والسلام على من أناب) (59).
كان هذا مستمسكا، لبني أمية كي يعبثوا بمصير أمة مسؤولة بين الأمم.
ولست هنا أقول إن أبا بكر وعمر بن الخطاب، كانا على علاقة بالخط الأموي.
فإن ذلك ما كان وما كان ينبغي أن يكون. فالمشروع الثلاثي. في السقيفة كان ذا

(59) - المسعودي مروج الذهب وبنات النبي صلى الله عليه وآله لبنت الشاطئ.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405