لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٣٠
في أمارة أبيه من قبله وأيم الله إنه كان للإمارة خليق وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ثم نزل فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشرة خلون من ربيع الأول. وثقل رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يقول انفذوا بعث أسامة.
وفي الملل والنحل (جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه) (35). وعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وآله حرص على تجهيز الجيش. وتبين من خلال إصراره صلى الله عليه وآله على بعثه. فإن الصحابة لم يطيعوا ورجعوا بعد أن وصلوا إلى الجرف. وهناك لفتة يجب الوقوف على أطلالها. نحن في البداية نختار لأنفسنا منهجا برهانيا علميا. لنجعله برهانا غير مباشر. سنفترض أن الخلافة لعلي (ع) ونحلل على أساس هذا الغرض. فإذا أوقفنا تناقض أوقفنا (الدور) وكان افتراضنا خاطئ. واختيارنا لهذا البرهان لا يعني إنه لا برهان له بطرق أخرى.
دائما لأن هذا النمط من الاستدلال هو أقرب إلى الوجدان، وأكثر انسجاما مع العقل العلمي.
لقد سبق أن قلنا إن وجود الخلاف بعد الرسول صلى الله عليه وآله حول (الخلافة) يقتضي أن يكون أحد الفريقين على خطأ. أو بتعبير أدق، أن يكون أحد الفريقين (مدعيا) حقا ليس له أو أن الفريق الآخر (مغتصبا) لحق ليس له أيضا.
لنفترض طبقا - لأسلوبنا البرهاني المتقدم، إن الإمامة ثبتت وإن المسألة محض اغتصاب (36) وعلى هذا الأساس ننطلق.
الأجواء التي أحاطت بالصحابة والمسلمين عند وفاة الرسول صلى الله عليه وآله كانت تتخللها بعض نقاط الاستفهام. تشكل لغزا فيما لو ربطناها بما جرى بعد ذلك من أحداث.
فالرسول صلى الله عليه وآله قد علم منذ حجة الوداع - أنه سيستقبل الآخرة. وهو يعلم بذلك كما تثبت الروايات الصحيحة. فكيف يجهز جيش أسامة، وبتلك الطريقة

(35) - المقدمة الرابعة (من الملل والنحل) الشهرستاني (36) - اقترحت هذه الطريقة من البرهان -؟؟ وإلا فلو افترضت (الادعاء) فليس بيني وبين النتيجة السلبية سوى نص أو نصين صريحين ينهيان المسألة من الأساس.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405