لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٣٧
منه، كيف يهدأ ويسلس ويحضر له الضمير والعقل لما جاء أبو بكر وقال ما قال؟!.
هذا لغز تاريخي يجب إخضاعه للحفر المنهجي، وإزالة الملابسات التبريرية عنه، لإظهار وجه الحقيقة من خلاله، فلا عمر بن الخطاب كان يجهل (وفاة) الرسول صلى الله عليه وآله كيف ذلك وهو من أتهمه (بالهجران) واعترف بأنه افتقد الوعي، وحسابنا كتاب الله! ولم يكن عمر يجهل الآية التي تلاها عليه أبو بكر:
(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم. فلقد كان يعرفها وهو الذي سمع الرسول صلى الله عليه وآله ينعى نفسه إليهم.
وإنما أمر آخر كان يشغل بال عمر. هو أن يصرف الناس عن التفكير فيما بعد (الوفاة). حتى يربح الوقت لكي يأتي أبو بكر، وتتم العملية. وما أن جاء أبو بكر حتى سمعوا بأمر الأنصار واجتماعهم في السقيفة، فالتحقوا بهم مسرعين، وانتهى محمد صلى الله عليه وآله ولم يبقى إلا أمر السقيفة. حيث يدخلها عمر بن الخطاب بكل قوة وتحضير من دون أن تتخلله رقة، من أثر وفاة الرسول صلى الله عليه وآله.
دخل عمر السقيفة ليطرح رأيه، ويلغي رأي الجميع. متذرعا بأن أبا بكر هو الوحيد الذي يصلح للأمة. وكأن محمد صلى الله عليه وآله لم يتمكن خلال هذه السنين الطوال. أن يصنع من هذا أصلح للأمة، سوى أبي بكر. وبدأ أبو بكر مضطربا، يريد الخلافة ولا يريدها!.
وكان عمر بن الخطاب، يتشدد في تشجيع أبي بكر. لقد تركوا الرسول صلى الله عليه وآله طريح فراشه. وانشغلوا بأمر الخلافة. يقول ابن كثير:
(توفي صلى الله عليه وآله يوم الاثنين وذلك ضحى فاشتغل الناس ببيعة أبي بكر الصديق في سقيفة بني ساعدة ثم في المسجد البيعة العامة في بقية يوم الاثنين وصبيحة الثلاثاء كما تقدم ذلك بطوله ثم أخذوا في غسل رسول صلى الله عليه وآله وتكفينه والصلاة عليه صلى الله عليه وآله تسليما بقية يوم الثلاثاء ودفنوه ليلة الأربعاء (45).

(٤٥) - البداية والنهاية لابن كثير ص 305 5 - 6) دار الكتب العلمية بيروت.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405