رحيم وقابلوه في آخر لحظة بالكلام القبيح ورموه بالهجر وجابهوه بالعصيان والتمرد في تأميره أسامة وهرعوا للسقيفة من أجل الخلافة وتركوه جثة هامدة ولم يشتغلوا حتى بتجهيزه وغسله وتكفينه بأبي هو وأمي، وبعد وفاته عملوا على انتقاصه في أعين الناس والحط من قيمته وتجريده من العصمة التي يشهد بها القرآن والوجدان كل ذلك من أجل حكم زائل ودنيا فانية.
وإذا عرفنا من خلال البحث، موقف بعض الصحابة تجاه شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أجل الوصول للخلافة.
فإن حكام بني أمية على رأسهم معاوية بن أبي سفيان جاءتهم الخلافة بالوراثة واطمأنوا لها ولم يكن يدور في خلد أحد منهم بأنها في يوم من الأيام سوف تخرج منهم، فلماذا استمر بنوا أمية في انتقاص شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتزوير الروايات للحط من قيمته.
وأعتقد بأن هناك سببين رئيسيين وهما:
السبب الأول: إن في الحط من قيمة رسول الله، هو إرغام أنوف بني هاشم الذين نالوا عزا وشرفا بين كل القبائل العربية لوجود النبي منهم وخصوصا إذا عرفنا أن أمية كان ينافس أخاه هاشما ويحسده ويعمل كل ما في وسعه للقضاء عليه.
زد على ذلك بأن عليا هو سيد بني هاشم بعد الرسول من غير منازع وقد عرف الخاص والعام بغض معاوية لعلي والحروب التي شنها ضده لانتزاع الخلافة منه وبعد مقتله أولغ في سبه ولعنه على المنابر. فالحط من شخصية الرسول بالنسبة لمعاوية هو تحطيم شخصية علي كما أن سب ولعن علي هو في الحقيقة موجه لرسول الله.
السبب الثاني: إن في الحط من قيمة رسول الله - فيه تبرير لما يقوم به حكام بني أمية من أعمال مخزية وقبائح شنيعة سجلها لهم التاريخ - فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - كما يصوره بني أمية - بميل مع هواه