في ولاية ولا في مسؤولية ولا في بعث، وحرم حتى من ميراث فاطمة وليس عنده ما يطمع الناس فيه ولذلك يذكر المؤرخون بأنه اضطر للبيعة بعد موت الزهراء سلام الله عليها لما رأى تحول وجوه الناس عنه: لك الله يا أبا الحسن فكيف لا يبغضك الناس وقد قتلت أبطالهم وفرقت جموعهم وسفهت أحلامهم، وما تركت لهم في سوق الفضائل فضيلة ولا في ميدان الحسنات حسنة ومع ذلك فأنت ابن عم المصطفى وأقربهم إليه وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين وأبو السبطين سيدي شباب أهل الجنة وأولهم إسلاما وأكثرهم علما.
وعمك حمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار ابن أمك وأبيك، وأبو طالب سيد البطحاء وكفيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أبوك، والأئمة الميامين كلهم من صلبك، سبقت السابقين ونأيت عن اللاحقين فكنت أسد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وكنت سيف الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وكنت أمين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عندما بعثك صلى الله عليه وآله وسلم ببراءة ولم يأتمن عليها غيرك - وكنت أنت الصديق الأكبر لا يقولها بعدك إلا كذاب وكنت الفاروق الأكبر الذي يسير الحق في ركابه فيعرف الحق به من بين ركام الباطل، وكنت العلم الظاهر والمنار الساطع يعرف بحبه إيمان المؤمن وببغضه نفاق المنافق. وكنت الباب لمدينة العلم، من أتاك أتاها، فقد كذب من زعم الدخول من غيرك والوصول بدونك.
فمن منهم له سهم كسهمك يا أبا الحسن ومن منهم له فضل كفضلك فإن كان للشرف دليلا فأنت دليله وأنت مبتداه ومنتهاه لقد حسدوك على ما أتاك الله من فضله ولقد أبعدوك لما خصك الله من قربه فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
لقد شط بنا القلم إلى مناجاة أمير المؤمنين المظلوم حيا وميتا وله في أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة فهو أيضا مظلوم حيا وميتا لأنه قضى حياته صلى الله عليه وآله وسلم مجاهدا ناصحا حريصا على المؤمنين بهم رؤوف