دخلت عليه فاطمة فتنشد الرسول العدل في بنت أبي قحافة على لسان أزواج النبي ثم تقع في عائشة وتسبها فتنتصر عائشة لنفسها وتقع هي الأخرى في زينب حتى تسكتها فيبتسم عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول إنها ابنة أبي بكر.
فما عساني أن أقول في هذه الرواية المنكرة التي تجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يميل مع هواه ولا يعدل بين زوجاته، وهو الذي جاء القرآن على لسانه: وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم.
ثم كيف يأذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لابنته فاطمة سيدة النساء لتدخل عليه وهو على تلك الحالة مضطجع مع زوجته ولا بس مرطها، فلا يجلس ولا يقوم ويبقى مضطجعا حتى يقول، أي بنية: ألست تحبين ما أحب. وكذلك عندما تدخل عليه زوجته زينب وتطالبه بالعدل يبتسم ويقول إنها ابنة أبي بكر.
أنظر أيها القارئ الكريم إلى هذه المخازي التي يلصقونها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رمز العدالة والمساواة في حين أنهم يقولون مات العدل مع عمر بن الخطاب ويصورون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شخصا مستهترا بالقيم الأخلاقية فلا يعرف الحياة ولا المروءة - ولهذه الرواية نظائر كثيرة في صحاح السنة والتي يقصد الرواة من ورائها إبراز فضلية لصحابي أو لعائشة بالذات لأنها ابنة أبي بكر، فينتقصون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حيث يشعرون أو لا يشعرون - وكما قدمت في البحث، بأن هذه الروايات موضوعة للنيل من شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإليك الرواية الثالثة وهي شبيهة بهذه.
3 - أخرج مسلم في صحيحه في باب فضائل عثمان بن عفان. عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعثمان حدثا أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن لأبي بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف ثم استأذن