بكر لرجح إيمان أبي بكر ويقف في وجوهنا من يقول: عمر الفاروق هو الذي يفرق بين الحق والباطل ويقف في وجوهنا من يقول: عثمان ذو النورين الذي استحت منه ملائكة الرحمن.
والمتتبع لهذه الأبحاث يجد أن عمر بن الخطاب أخذ نصيب الأسد في باب الفضائل وليس ذلك من باب الصدفة، كلا ولكن لمواقفه المعارضة والمتعددة تجاه صاحب الرسالة.
أحبته قريش. وخصوصا للدور الذي لعبه عمر في إقصاء أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عن الخلافة وإرجاع الأمر إلى قريش تتحكم فيه كيف شاءت ويطمع فيه الطلقاء والملعونين من بني أمية، وقريش كلها وعلى رأسهم أبو بكر يعرفون بأن الفضل كله يرجع لعمر في تسلطهم على رقاب المسلمين. فعمر هو بطل المعارضة لرسول الله وعمر هو المانع لرسول الله بأن يكتب الخلافة لعلي، وعمر هو الذي هدد الناس وشككهم في موت نبيهم حتى لا يسبقوه بالبيعة لعلي، وعمر هو بطل السقيفة، وهو الذي ثبت بيعة أبي بكر، وعمر هو الذي هدد المتخلفين في بيت علي بأن يحرق عليهم الدار بمن فيها إن لم بايعوا أبا بكر، وعمر هو الذي حمل الناس على بيعة أبي بكر بالقوة والقهر، وعمر هو الذي كان يعين الولاة ويعطي المناصب في خلافة أبي بكر، بل لسنا مبالغين إذا قلنا بأنه هو الحاكم الفعلي حتى في خلافة أبي بكر نفسه فقد حكى بعض المؤرخين بأن المؤلفة قلوبهم لما جاؤوا لأبي بكر لأخذ سهمهم الذي فرضه الله لهم جريا على عادتهم مع سول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكتب لهم أبو بكر بذلك فذهبوا إلى عمر ليتسلموا منه فمزق الكتاب وقال: لا حاجة لنا بكم فقد أعز الله الإسلام وأغنى عنكم فإن أسلمتم وإلا فالسيف بيننا وبينكم. فرجعوا إلى أبي بكر، فقالوا له أنت الخليفة أم هو؟ فقال: بل هو إن شاء الله تعالى وأمضى ما فعله عمر (1).