أعقابكم ولم تنزل هذه الآية عفوية بل هي نتيجة حتمية لما علمه الله سبحانه من دسائسهم ومؤامراتهم ومكرهم فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور - والذي يعزي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ربه أعلمه عن كل ذلك وسلاه وأجزاه خير ما يجزي نبي عن أمته ولم يحمله مسؤولية ارتداد الأمة وانقلابها - بل قال له مسبقا: ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا، وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا [الفرقان:
27]. والذي لا مفر منه في هذا البحث هو النتيجة المؤلمة التي وصلنا إليها، وهو أن أبا سفيان ومعاوية ما كانا ليتجرءا على صاحب الرسالة لولا مواقف عمر السابقة وجرأته على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبحضرته صلى الله عليه وآله وسلم.
وخصوصا إذا بحثنا مواقفه طيلة حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعارضته إياه في كثير من المواقف.
والاستنتاج الذي لا بد منه هو أن هناك مؤامرة كبرى حيكت للنيل من شخصية الرسول الأكرم وانتقاصه وتصويره للناس الذين لم يعرفوه بأنه شخص عادي أو أقل من ذلك فقد تأخذه العاطفة ويميل مع هواه ويزيغ عن الحق كل ذلك ليموهوا على الناس بأنه ليس معصوما والدليل أن عمر عارضه عدة مرات والقرآن ينزل بتأييد ابن الخطاب حتى وصل الأمر بأن يهدد الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيبكي ويقول: لو أصابنا الله بمصيبة لم ينج منها إلا ابن الخطاب (1) في قضية أسري بدر.
أو أن عمر كان يأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يحجب نساءه ولم يكن