النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعل ذلك حتى نزل القرآن بتأييد عمر، وأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يحجب نساءه (1) أو أن الشيطان لا يخاف من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه يخاف ويهرب من عمر (2) إلى غير ذلك من الروايات المخزية التي تحط من قيمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وترفع من قيمة الصحابة ولكن عمر ضرب الرقم القياسي في هذا الصدد حتى رووا (أخزاهم الله) بأن رسول الله كان يشك في نبوته وذلك لحديث يروونه بأنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما أبطأ عني جبرئيل إلا ظننت أنه ينزل على عمر بن الخطاب!!.
وأنا أعتقد بأن هذه الأحاديث وأمثالها وضعت في زمن معاوية بن أبي سفيان لما أعيته الحيلة في طمس حقائق علي بن أبي طالب فلجأ إلى إطراء أبي بكر وعمر وعثمان واختلاف الفضائل لهم كي يرفعهم في نظر الناس على مقام علي ويرمي من ذلك إلى هدفين:
الهدف الأول تصغير شأن ابن أبي طالب (أبو تراب) كما يسميه هو للتمويه على الناس واعتبار الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه أفضل منه. والهدف الثاني لوضعه الأحاديث هو لكي يتقبل الناس تجاوز أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصاياه في أمر الخلافة في أهل بيته خصوصا الحسنين عليهما السلام اللذين كانا يعاصران معاوية - فإذا كان من الممكن أن يتجاوز الثلاثة أوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام لم لا يمكن أن يتجاوز معاوية (الرابع) أوامره صلى الله عليه وآله وسلم في أولاد علي عليه السلام.
وقد نجح ابن هند في مخططه نجاحا كبيرا والدليل أننا اليوم عندما نتحدث عن علم علي وشجاعته وقرابته وأفضاله على الإسلام والمسلمين يقف في وجوهنا من يقول:
قال رسول الله لو وزن إيمان أمتي بإيمان أبي