هذا الدس. والتزوير، ولو علم هؤلاء الضحايا الحقيقة، لما ذكروا أبا سفيان ومعاوية ويزيد إلا باللعن والبراءة.
ولكن الذي يهمنا في هذا البحث الوجيز هو التوصل إلى مدى تأثير هؤلاء وأشياعهم وأتباعهم الذين حكموا المسلمين طيلة مائة عام ولما يزل في خطواته الأولى.
ولا شك في أن تأثير هؤلاء المنافقين كان كبيرا على المسلمين فغير عقيدتهم وغير سلوكهم وأخلاقهم ومعاملاتهم وحتى عباداتهم وإلا كيف يمكن لنا تفسير قعود الأمة عن نصرة الحق وخذلان أولياء الله والوقوف مع أعداء الله ورسوله.
وكيف يمكن لنا أن نفسر وصول معاوية الطليق ابن الطليق واللعين ابن اللعين إلى الخلافة التي تمثل مرتبة وخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي الوقت الذي يموه علينا المؤرخون بأن الناس كانوا يقولون لعمر بن الخطاب لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيوفنا. نراهم يتحدثون عن معاوية وهو يعتلي منصة الخلافة بالقهر والقوة وأول خطبة يقولها في جميع الصحابة: إني ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولكن لأتأمر عليكم وها أنا ذا أمير عليكم فلا يحرك منهم أحد ساكنا ولا يعارضوه بل يجروا في ركابه حتى يسموا ذلك العام الذي استولى فيه معاوية على الخلافة بعام الجماعة في حين أنه كان بحق عام الفرقة.
ثم نراهم بعد ذلك يقبلون منه أن يولي عليهم ابنه الفاسق يزيد المعروف لديهم جميعا فلا يثورون ولا يتحركون إلا ما كان من بعض الصلحاء الذين قتلهم يزيد في وقعة الحرة وأخذ ممن بقي منهم البيعة على أنهم له عبيد. فكيف لنا تفسير كل ذلك.
على أننا نجد بعد ذلك أنه وصل للخلافة باسم إمارة المؤمنين الفساق من بني أمية كالوزغ مروان بن الحكم والوليد بن عقبة وغيرهم.