أحدنا اليوم (ورغم كل الفساد الذي عم البر والبحر) لا يرضى لنفسه مثل هذه المواقف والأفعال. فما بالنا بأعظم شخصية عرفا تاريخ البشرية والذي يشهد له رب العزة والجلالة بأنه على خلق عظيم.
وقد بدأت المؤامرة حسب اعتقادي بعد حجة الوداع وبعد تنصيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي كخليفة له يوم غدير خم وبذلك عرف الطامعون في الرئاسة أن ليس أمامهم إلا المعارضة والتمرد على هذا النص كلفهم ذلك ما كلفهم ولو أدى إلى الانقلاب على الأعقاب. وبذلك يستقيم تفسير الأحداث التي بدأت بمعارضة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كل أوامره من كتابة الكتاب إلى تأمير أسامة إلى عدم الذهاب في الجيش الذي عبأه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، وكذلك الأحداث التي أعقبت وفاته صلى الله عليه وآله وسلم من حمل الناس على البيعة بالقوة وتهديد المتخلفين بالحرق وفيهم علي وفاطمة والحسنين، إلى منع الناس من نقل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحرق الكتب التي فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحبس الصحابة لئلا يتحدثوا بأحاديث النبي، إلى قتل الصحابة الذين امتنعوا عن أداء الزكاة لأبي بكر لأنه ليس هو الخليفة الذي بايعوه على عهد نبيهم، إلى اغتصاب حق فاطمة الزهراء من فدك والإرث وسهم الخمس وتكذيبها في دعواها، إلى إبعاد الإمام علي عليه السلام عن كل مسؤولية وتولية الفساق والمنافقين من بني أمية على رقاب المسلمين إلى منع الصحابة من التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومحاولة محو اسمه من الأذان إلى إباحة مدينته المنورة للجيش الكافر يفعل فيها ما يشاء إلى ضرب البيت الحرام بالمنجنيق وحرقه وقتل الصحابة في داخله - إلى قتل عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسبهم ولعنهم وحمل الناس على ذلك - إلى قتل وتشريد من يحب أهل البيت ويتشيع لهم، إلى أن أصبح دين الله لعبا وهزؤا والقرآن يمزق ويعبث به.
والمؤامرة ما زالت حتى اليوم وآثارها ومفعولها يسري في الأمة الإسلامية وما دام هناك في المسلمين من يترضى عن معاوية ويزيد ويبرر