خصوصا مدة حكمه فالظن يصبح حقيقة لا مفر منها.
فكلنا يعرف من هو معاوية. ومن هو أبوه أبو سفيان ومن هي أمه هند فهو الطليق ابن الطليق الذي قضى شبابه في رحاب أبيه وفي تعبئة الجيوش لمحاربة رسول الله والقضاء على دعوته بكل جهوده حتى إذا ما فشلت جميع محاولاته وتغلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليه وعلى أبيه استسلم للأمر الواقع في غير قناعة، ولكن الرسول لكرمه ولعظمة خلقه عفى عنه وسماه الطليق، وبعد موت صاحب الرسالة حاول أبوه إثارة الفتنة والقضاء على الإسلام وذلك عندما جاء في الليل للإمام علي يحرضه على الثورة ضد أب بكر وعمر ويمنيه بالمال والرجال ولكن الإمام علي سلام الله عليه عرف قصده فطرده وبقي يعيش حاقدا على الإسلام والمسلمين طيلة حياته حتى آلت الخلافة إلى ابن عمه عثمان عند ذلك أظهر ما في نفسه من كفر ونفاق فقال:
تلقفوها تلقف الكرة يا بني أمية فوالذي يحلف به أبو سفيان ليس هناك جنة ولا نار (1). وأخرج ابن عساكر في تاريخه من الجزء السادس في صفحة 407 عن أنس أن أبا سفيان دخل على عثمان بعدما عمي فقال: هل هنا أحد؟ فقالوا: لا. فقال: اللهم اجعل الأمر أمر جاهلية والملك ملك غاصبية واجعل أوتاد الأرض لبني أمية.
وأما ابنه معاوية وما أدراك ما معاوية فحدث ولا حرج وما فعله بأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم طيلة ولايته في الشام ثم بعد تسلطه على الخلافة بالقهر والقوة وما ذكره المؤرخون من هتكه للقرآن والسنة وتعديه كل الحدود التي رسمتها الشريعة والأعمال التي يتنزه القلم عن كتابتها واللسان عن ذكرها لقبحها وفحشها، وقد ضربنا عنها صفحا مراعاة لعواطف إخواننا من أهل السنة والجماعة والذين أشربوا في قلوبهم حب معاوية والدفاع عنه.
ولكن لا يفوتنا أن نذكر هنا نفسيات الرجل وعقيدته في صاحب