ووصل الأمر بأمراء المؤمنين أن يستبيحوا مدينة رسول الله ويفعلوا فيها الأفاعيل وتهتك فيها الحرمات، بل ويحرقوا بيت الله الحرام ويقتلوا في الحرم خيار الصحابة. ووصل الأمر بأمر المؤمنين أن يسفكوا دماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بقتلهم ريحانة رسول الله وذريته ويستبيحوا سبي بناته، فلا يحرك أحد من الأمة ساكنا ولا يجد سيد شباب أهل الجنة ناصرا.
ووصل الأمر بأمراء المؤمنين أن يمزقوا كتاب الله ويقولون له إذا لقيت ربك يوم حشر فقل يا رب مزقني الوليد. كما فعل الوليد الأموي.
ووصل الأمر بأمراء المؤمنين أن يلعنوا على المنار علي بن أبي طالب ويأمروا الناس بلعنه في كل الأقطار وهم لا يقصدون بذلك غير لعن رسول الله فلا يحرك منهم أحد ساكنا ومن امتنع قتل وصلب ومثل به.
ووصل الأمر بأمراء المؤمنين أن يتجاهروا بشرب الخمر والزنا واللهو بالطرب والغناء والرقص و و وحدث ولا حرج!
فإذا كان أمر الأمة الإسلامية قد وصل إلى هذا الحد من الانحطاط في الأخلاق والذل والاستكانة فلا بد أن هناك عوامل أثرت في عقيدتها وهذا ما يهمنا في هذا البحث لأنه يتعلق بموضوع العصمة وشخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
وأول ما يلفت انتباهنا هنا هو أن الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان منعوا كتابة حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل وحتى التحدث به.
فهذا أبو بكر يجمع الناس في خلافته ويقول لهم: إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها والناس بعدم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه (1).