تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها. الخطبة (1).
يعرف كل محقق وباحث بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نص بالخلافة وعين علي بن أبي طالب قبل وفاته كما يعرف ذلك أغلب الصحابة وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر (2) ولهذا كان الإمام علي يقول: وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب م الرحى - ولعل ذلك ما دعا أبو بكر وعمر أن يمنعا رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قدمنا في الفصل السابق وتمسكا بالقرآن لأن القرآن وإن كان فيه آية الولاية غير أن اسم علي لم يذكر صراحة كما هو الحال في الأحاديث النبوية كقوله صلى الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه فهذا علي مولاه وعلي مني بمنزلة هارون من موسى وعلي أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وعلي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (3).
وبذلك نفهم مدى نجاح المخطط الذي رسمه أبو بكر وعمر في منع وحرق الأحاديث النبوية وجعل كمامات على الأفواه حتى لا يتحدث الصحابة بها كما قدمنا في رواية قرظة بن كعب، واستمر ذلك الحصار ربع قرن وهي مدة الخلفاء الثلاثة حتى إذا جاء علي للخلافة نرى أنه استشهد الصحابة يوم الرحبة على حديث الغدير فشهد له ثلاثون صحابيا منهم سبعة عشر بدريا (4).
وهذا يدل دلالة واضحة بأن هؤلاء الصحابة وعددهم ثلاثون ما كانوا ليتكلموا لولا أن طلب منهم أمير المؤمنين ذلك فلو لم يكن علي خليفة