خيال عمر بن الخطاب وعلى فرض وجود هؤلاء القوم فلا وجه للمقارنة إذ أنهم كتبوا كتبا من عند أنفسهم لتحريف كتاب الله فقد جاء في القرآن الكريم: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون [البقرة: 79]. أما كتابة السنن فليست كذلك لأنها صادرة عن نبي معصوم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وهي مبينة ومفسرة لكتاب الله. قال تعالى: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم [النحل: 44]. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوتيت القرآن ومثله معه وهذا أمر بديهي لكل من عرف القرآن فليس هناك الصلوات الخمس ولا الزكاة بمقاديرها ولا أحكام الصوم ولا أحكام الحج إلا كثير من الأحكام التي بينها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكل ذلك قال الله تعالى: ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
وقال: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.
وليت عمر عرف كتاب الله وأكب عليه ليتعلم منه الامتثال إلى أوامر الرسول ولا يناقشها ولا يطعن فيها (1).
وليته عرف كتاب الله وأكب عليه ليتعلم منه حكم الكلالة (2) التي ما عرفها حتى مات وحكم فيها أيام خلافته بأحكام متعددة ومتناقضة وليته عرف كتاب الله وأكب عليه ليتعلم منه حكم التيمم الذي ما عرفه حتى أيام خلافته وكان يفتي بترك الصلاة لمن لم يجد الماء (3) وليته عرف كتاب الله وأكب عليه ليتعلم منه حكم الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان