من الماء والأرض، أو يمضي لهن، فمنهن من اختار الأرض ومنهن من اختار الوسق وكانت عائشة قد اختارت الأرض (1).
وهذه الرواية تدل بوضوح بأن خيبر التي طالبت الزهراء بنصيبها منها كميراث لها من أبيها ورد أبو بكر دعوتها بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا يورث، وهذه الرواية تدل أيضا بوضوح بأن عمر بن الخطاب قسم خيبر في أيام خلافته على أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخيرهن بين امتلاك الأرض أو الوسق وكانت عائشة ممن اختار الأرض - فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يورث، فلماذا ترث عائشة الزوجة. ولا ترث فاطمة البنت؟!
أفتونا في ذلك يا أولي الأبصار ولكم الأجر والثواب. أضف إلى ذلك أن عائشة ابنة أبي بكر استولت على بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأكمله ولم تحظ أي زوجة أخرى بما حظيت به عائشة، وهي التي دفنت أباها في ذلك البيت ودفنت عمر إلى جانب أبيها ومنعت الحسين أن يدفن أخاه الحسن بجانب جده مما حدى بابن عباس أن يقول فيها: تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت. لك التسع من الثمن وفي الكل تصرفت وعلى كل حال فأنا لا أريد الإطالة في هذا الموضوع فإنه لا بد للباحثين من مراجعة التاريخ ولكن لا بأس بذكر مقطع من الخطبة التي ألقتها فاطمة الزهراء عليها السلام بمحضر أبي بكر وجل الصحابة لهلك من هلك منهم عن بينة وينجو من نجا منهم عن بينة. قالت لهم:
أعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول وورث سليمان داود ، وقال فيما اقتص من خبر زكريا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا وقال: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وقال:
يوصيكم الله في