أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.
فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما أذاها.
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغضب لغضب بضعته الزهراء ويتأذى بأذاها فمعنى ذلك أنها معصومة عن الخطأ وإلا لما جاز للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول مثل هذا، لأن الذي يرتكب معصية يجوز إيذاؤه وإغضابه مهما علت منزلته لأن الشرع الإسلامي لا يراعي قريبا ولا بعيدا، شريفا أو وضيعا غنيا أو فقيرا. وإذا كان الأمر كذلك فما بال أبي بكر يؤذي الزهراء ولا يبالي بغضبها بل يغضبها حتى تموت وهي واجدة عليه بل ومهاجرته فلم تكلمه حتى توفيت وهي تدعي عليه في كل صلاة تصليها كما جاء ذلك في تاريخ ابن قتيبة وغيره من المؤرخين؟!
نعم إنها الحقائق المرة، الحقائق المؤلمة التي تهز الأركان وتزعزع الإيمان لأن الباحث المنصف المتجرد للحق والحقيقة لا مناص له من الاعتراف بأن أبا بكر ظلم الزهراء واغتصب حقها، وكان بإمكانه وهو خليفة المسلمين أن يرضيها ويعطيها ما ادعت لأنها صادقة والله يشهد بصدقها والنبي يشهد بصدقها، والمسلمون كلهم بما فيهم أبو بكر يشهدون بصدقها، ولكن السياسة هي التي تقلب كل شئ فيصبح الصادق كاذبا والكاذب صادقا.
نعم إنه فصل من فصول المؤامرة التي حيكت لإبعاد أهل البيت عن المنصب الذي اختاره الله لهم وقد بدأت بإبعاد علي عن الخلافة واغتصاب نحلة الزهراء وإرثها وتكذيبها وإهانتها حتى لا تبقى هيبتها في قلوب المسلمين. وانتهت بعد ذلك بقتل علي والحسن والحسين وكل أولادهم وسبيت نساؤهم، وقتل شيعتهم ومحبوهم وأتباعهم ولعل المؤامرة متواصلة