رأى عمر بن الخطاب في المنام أن لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا للصلاة فذهب عمر إلى النبي (ص) ليخبره بالذي رأى وقد جاء النبي (ص) الوحي بذلك فما راع عمر إلا بلال يؤذن فقال له رسول الله (ص) حين أخبره بذلك (قد سبقك بذلك الوحي) (1) ولهذا يقول الإمام الصادق (ع) مستنكرا: ينزل الوحي على نبيكم فتزعمون أنه أخذ الأذان من عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب.
وهذا يدل على أنه جاء الوحي بالأذان وليس رؤيا كما يدعون بأنه رآه عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه في منامة ومنهم: من يقول عمر هو الذي رأى في منامة فصول الأذان كما مر قبل قليل: وهذا غير صحيح، لأن الله تعالى هو الذي أوحى بصورة الأذان وفصوله إلى نبيه (ص) بواسطة جبريل (ع) تماما كما أوحى إليه بصورة الصلاة وغيرها من العبادات والأحكام الشرعية.
أما أخذ الأذان من رؤيا عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب فلا ريب في بطلانها لأن الأمور الشرعية مستفادة من الوحي وخاصة المهم منها كالأذان لأنهم أهم شعائر الإسلام والمسلمين وبه يعرفون عن غيرهم فأية طائفة تنسب نفسها إلى الإسلام ولا تعلن على المآذن نداء لا إله إلا الله محمد رسول الله (ص) فهي كاذبة في دعواها.
والأذان على قلة ألفاظه يشتمل على مسائل العقيدة الإسلامية.
لأنه بدأ بالله أكبر وهو يتضمن وجود الله تعالى وكماله، وثنى بلا إله إلا الله وهو إقرار بالتوحيد ونفي الشرك، ثم ثلث بأن محمد رسول الله (ص) وهو اعتراف له بالرسالة، ثم بحي على الصلاة وهو دعوة إلى عمود الدين وإلى