يستفاد منها أن النبي (ص) كان يمسح على ظاهر القدمين في وضوئه ويستفاد منه أن الدين لا مجال لأعمال الرأي فيه بل يلزم على المتدين بدين الإسلام أن يتأسى بنبيه، سواء وافق رأي المؤمنين أو لم يوافق. والتأسي بالنبي (ص) واجب مرغوب فيه قال عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (1) فبحكم الآية المباركة التأسي بالرسول الأكرم (ص) أحب من التأسي بالمجتهدين من بعده وهم الذين أمروا الناس بغسل الرجلين لأنه أقرب من كل شئ إلى خبثه لحديث موسى بن أنس بن مالك أنه أخبره أباه أن الحجاج أمر الناس بغسل الرجلين في الوضوء، فقال: صدق وكذب الحجاج وقال الله تعالى: (وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) (2) أقول: هذا اجتهاد وتعسف من الحجاج الخبيث قاتل العلماء والفضلاء لعنه الله.
وعن أبي مطر قال: بينما نحن جلوس مع أمير المؤمنين علي (ع) في المسجد على باب الرحبة جاء رجل فقال: أرني وضوء رسول الله (ص) وهو عند الزوال فدعا قنبر فقال: إئتني بكوز من ماء فغسل كفيه ووجهه وغسل ذراعيه ومسح رأسه واحدة ورجليه إلى الكعبين ثم قال: أين السائل عن وضوء نبي الله (ص) (3).
ما جاء في أحاديث علي (ع) وتوجيهاتها:
أقوال: يظهر من سؤال الرجل أمير المؤمنين (ع) أن يريه كيفية وضوء