عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ثم قال: اللهم الرفيق الأعلى.
قالت عائشة قلت إذا لا يختارنا.. (61) هل طمعت عائشة في رسول الله إلى الحد الذي تريد أن تجعل الرسول يفضلها على الرفيق الأعلى ويختار جوارها على جواره..؟
كم حطت هذه الروايات من قدر الرسول وأهانته حتى وهو على فراش المرض جعل من فخذي عائشة وسادته..
ولقد بلغ من خيال القوم في صنع مناقب عائشة أن جعلوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) يحلم بها وهو في مكة وربما من قبل أن تولد..
تروي عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فإذا أنت هي: فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه.. (62).
وإذا ما تبين لنا أن روايات عائشة لا تصرح بمناقب لها بقدر ما تعريها وتفضحها وتحط من قدر الرسول ومكانته أدركنا أن الهدف من هذه الروايات ليس هو عائشة في ذاتها وإنما الخط الذي سوف يتولد منها. وأدركنا أيضا حجم مكانتها وموقعها من الرسول وموقفه منها.
إن اختلاق مثل هذه الروايات ليدل على أن موقع عائشة من الرسول كان مهزوزا وأن موقف الرسول منها كان لا ينم عن الرضا عنها أو عن أبيها.
فلو كان موقع عائشة من الرسول حسنا ما كانت هناك حاجة إلى خلق مثل هذه الروايات التي تسئ إليها قبل أن تسئ للرسول. ولترك الأمر للأطراف الأخرى تروي محاسنها وتصف موقعها وتعدد مناقبها. لكن الأمر كما هو واضح أمامنا هو من اختلاق عائشة أو اختلق على لسانها..
وهذا الأمر ندركه بقليل من التأمل في مناقب خديجة فقد جاء على لسان الإمام