السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١١٣
رجال الإمام إن المتتبع لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يكتشف أن هناك عدد من الصحابة كان يناصر الإمام علي ويلتف حوله وكما زكى الرسول الإمام علي وجعل له خصوصية زكى أيضا هؤلاء الصحابة وباركهم.
ولكثرة ما ورد في علي على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم أوجب هذا على المؤمنين المخلصين أن يشايعوه ويتبعوه لكون مشايعته واتباعه هو امتداد للالتزام بنهج الرسول. فما دام حب عليا من الإيمان وبغضه من النفاق ولكون القرآن مع علي وعلي مع القرآن أصبح موالاة الإمام علي مسألة شرعية وواجب إيماني (28).
ومن الصحابة الذين شايعوا الإمام علي في حياة الرسول وبعد وفاته: أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر وبلال بن أبي رباح والمقداد وحذيفة بن اليمان. وجابر بن عبد الله وخباب بن الأرت وسلمان الفارسي وحجر بن عدي. وحسان بن ثابت.
وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عباس والعباس بن عبد المطلب وأبو أيوب الأنصاري وخزيمة ذي الشهادتين وأبي بن كعب وسهل بن حنيف وقيس بن سعد بن عبادة والبراء بن مالك وعثمان بن الأحنف وخالد بن سعيد بن العاص وهند بن أبي هالة وأبي الطفيل عامر بن وائلة وأنس بن الحرث بن نبيه وجعدة بن هبيرة المخزومي وأبي التيهان ورفاعة بن مالك الأنصاري (29).
ومن الواضح أن هذه النماذج من الصحابة ذات مكانة ودور خاص في واقع الدعوة وبمقارنتها بالنماذج الأخرى التي التفت حول معاوية يتضح لنا مدى الهوة السحيقة بينهما.
إن النماذج التي تحالفت مع الإمام علي وناصرته هي من خلص الصحابة الذين توفي الرسول وهو عنهم راض.
هذه النماذج لم يقتصر دورها في حدود مناصرة الإمام علي أثناء صراعه مع معاوية. بل إن دور هذه العناصر بدأ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد وقفت هذه

(٢٨) حديث علي مع القرآن رواه الحكم ج‍ 3 / 124. وانظر مناقب الخوارزمي وتاريخ الخلفاء للسيوطي..
(29) أنظر ترجمة هؤلاء في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر. وأسد الغابة لابن الأثير..
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة