السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٢٥
ولم يكن أمام عائشة من مبرر تؤلب عليه الناس ضد الإمام وتدفعهم إلى قتاله سوى المطالبة بدم عثمان. وهو نفس الشعار الذي رفعه معاوية في مواجهة الإمام علي..
وكان انضمام طلحة والزبير إلى عائشة ونقضهما لبيعة الإمام قد دعم موقفها وزاد من حميتها للقتال وأسهم في تنظيم صفوفها. وهو نفس ما حدث مع معاوية حين انتمى إلى صفه عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة.، إن تبني كلا من عائشة ومعاوية قضية عثمان في مواجهة الإمام يدل دلالة واضحة على افتقادهما للمبررات الشرعية في مواجهته.
ومن جهة أخرى هو يدل على ضعف موقفهما ويضفي عليه الانتهازية.
يقول الإمام علي ذاما أهل البصرة أنصار عائشة: كنتم جند المرأة وأتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فهربتم. أخلاقكم دقاق. وعهدكم شقاق. ودينكم نفاق. وماؤكم زعاق والمقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه..
كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها وغرق من في ضمنها.. بلادكم أنتن بلاد الله تربة. أقربها من الماء وأبعدها من السماء وبها تسعة أعشار الشر. المحتبس فيها بذنبه والخارج بعفو الله.. (9) ويقول الإمام في ذم عائشة بعد حرب الجمل: معاشر الناس إن النساء نواقص الإيمان. نواقص الحظوظ. نواقص العقول.. فاتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر.. (10) وقعة صفين أصدر الإمام علي قراره بعزل معاوية عن الشام بمجرد أن تولى أمر الخلافة. إلا أن معاوية رفض الانصياع لقرار الإمام وأعلن العصيان رافعا قميص عثمان على منبر دمشق داعيا الناس إلى الثأر من قتلته مشيرا بإصبع الاتهام إلى الإمام علي وشيعته..

(9) نهج البلاغة ح‍ 1 / خطبة رقم 13..
(10) المرجع السابق ح‍ 1 / خطبة رقم 78..
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة