وتأتي فكرة الترتيب الرباعي لتكشف لنا مدى تدخل السياسة وانعاكسها على الفكر السني فهذا الترتيب لا يوجد له سند شرعي من كتاب أو سنة صحيحة والهدف منه إلزام الأمة بخط الخلفاء الذي يرتكز عليه الخط الأموي.. (42) أما الاجماع فهو السند الأساسي الذي يرتكز عليه الفكر السني لسد النقص في الأدلة والنصوص التي تدعم مفاهيمهم وعقائدهم. فإن فكرة تضخيم الصحابة ومعاوية خاصة وفكرة العدالة وفكرة السبأية واعتبار البخاري ومسلم أصح الكتب وفكرة الترتيب الرباعي كل هذه الأفكار سندها الوحيد هو الاجماع. بالإضافة إلى أن جميع الروايات التي تقلل من شأن الإمام علي وآل البيت والصحابة الذين تشيعوا لهم هي محل إجماع القوم.. (43) والفكر الشيعي لا يعتمد شيئا من هذه الأوهام لكونه يعتبر العقل أحد مصادر التشريع بعد الكتاب والسنة وهو أن ركز على الإمام علي وآل البيت ورفع من مكانتهم وشأنهم فهو لا يبتدع هذا الموقف إلا على أساس نصوص الكتاب والسنة الصحيحة لا على أساس الروايات المختلقة والإجماع الكاذب كما هو حال الفكر السني.
إن الفكر الشيعي إنما يقوم على أساس النص. بينما الفكر السني يقوم على أساس أقوال الرجال وهذا الفرق الجوهري بين الفكرين إنما يعكس مدى ارتباط الفكر الشيعي بالإسلام النبوي ومدى ارتباط الفكر السني بالسياسة والحكام..
- التيارات الإسلامية تبنت التيارات الإسلامية الأطروحة السنية كما هي ودخلت بها في صراع مع