السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٤١
وهذا يقودنا إلى تقصي الروايات الأخرى التي تتعلق بوفاة الرسول والتي رويت من جهات أخرى غير جهة عائشة..
يروى أن العباس جاء إلى النبي في وجعه الذي توفي فيه فقال على ما تريد؟
فقال العباس: أريد أن أسال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يستخلف منا خليفة. فقال علي: لا تفعل. قال: ولم. قال أخشى أن يقول لا فإذا ابتغينا ذلك من الناس قالوا: أليس قد أبى رسول الله..؟ (71) وسئل علي: أخصكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشئ؟ فقال ما خصنا رسول الله بشئ لم يعم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا. قال. فأخرج صحيفة مكتوب فيها: لعن الله من ذبح لغير الله. ولعن الله من سرق منار الأرض.
ولعن الله من لعن والده. ولعن الله من آوى محدثا.. (72) وفي رواية ما عهد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا خاصا من دون الناس. إلا شئ سمعته منه فهو في صحيفة في قراب سيفي. قالوا: فلم يزالوا به حتى أخر الصحيفة قال فإذا فيها: من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. لا يقبل منه حرف ولا عدل. قال وإذا فيها أن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم المدينة. حرم ما بين حريتها وحماها كله. لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها. ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشار بها. ولا تقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره ولا يحمل فيها السلاح لقتال. قال وإذا فيها: المؤمنون تتكافؤ دماءهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم. ألا لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده... (73) وفي روايات أخرى يأتي السؤال بصيغة أخبرنا بشئ أسره إليك رسول الله. أو ما كان النبي يسر إليك. أو أفشئ عهده إليك رسول الله.. (74)

(71) طبقات ابن سعد ص 2 (72) مسلم كتاب الأضاحي باب 8. ومسند أحمد ح‍ / 1181.
(73) مسند أحمد ص 1 / 119.
(74) أنظر مسلم كتاب الأضاحي..
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة