السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٠
كان يشغله مستقبل الدعوة وأمر الأمة من بعده ويريد أن يحدد لها معالم الطريق حتى لا تضل وتشقى لكن هناك فئات ترى هذا الأمر يصطدم مع مصالحها ونفوذها ويهدد مكاسبها. فكانت تعمل على وضع العراقيل التي تحول دون تحقيقه..
والرسول كقائد يودع أمته يدرك أن هناك مجموعة من الأخطار تتهددها على مستوى الداخل والخارج لا بد له من أن يضع خطة لمواجهتها..
لا بد له من أن يتخذ بعض الخطوات على مستوى الخارج حيث الروم والفرس يتربصون بالإسلام والمسلمين..
ولا بد له من اتخاذ خطوات على مستوى الداخل حيث يوجد المنافقون واليهود..
وعلى مستوى الخارج كان تجهيز جيش أسامة..
وعلى مستوى الداخل كان كتابة الوصية وخطبة الوداع..
خطبة الوداع:
هل يمكن أن تخلو خطبة رسول يودع أمته ولا نبي بعده. من خطوط عريضة تسير عليها الأمة من بعده..؟
إن الإجابة على هذا السؤال تدعونا إلى التأمل في نصوص خطبة الوداع الواردة في كتب السنن كما تدعونا إلى التأمل في الآيات القرآنية التي ارتبطت بتلك الفترة..
وعلى رأس النصوص القرآنية التي ارتبطت بحجة الوداع قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس (1).

(1) سورة المائدة
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 5 6 7 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة