السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٥٣
وكان عمر يحرض أبي بكر على سعد ليجبره على البيعة فقيل له: أنه ليس يبايعكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته. فتركوه.. (12) موقف الإمام علي كان هذا العرض التاريخي على جانب الأنصار وقطاع من المهاجرين القريشيين.
إلا أنه هناك جانب آخر من قريش كان بعيدا عن السقيفة. وهذا الجانب يملك رصيدا أقوى من رصيد قطاع أبو بكر وعمر ومن تابعهما.
يملك رصيدا شرعيا.
ويملك رصيدا جماهيريا..
ويملك رصدا تاريخيا.
ويملك وزنا أكبر في قريش..
ذلك الجانب هو جانب الهاشميين بزعامة آل بيت النبي والذي كان مشغولا بتجهيز الرسول للدفن بينما القوم يتصارعون في السقيفة..
ويروى في نهج البلاغة أن عليا سأل عما حدث في السقيفة. فقال: ماذا قالت قريش.؟
قالوا: احتجت قريش بأنها شجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم).
فقال علي: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة (13) وتروي كتب التاريخ روايات تشير إلى صدامات وقعت بين جناح الهاشميين بقيادة الإمام علي وجناح القريشيين بقيادة عمر بن الخطاب.
وكان الصدام الأول بين فاطمة وبين أبي بكر حين طالبته بميراث الرسول (صلى الله عليه وسلم) في فدك ورفضه طلبها محتجا بحديث رواه هو..

(12) أنظر مروج الذهب..
(13) المراجع السابق. والمقصود بالثمرة آل البيت...
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة